فصل: 4- ترجمة القرآن بمعنى نقله إلى لغة أخرى:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الواضح في علوم القرآن



.الفارق الرابع:

أن الترجمة تتضمن- عرفا- دعوى الاطمئنان إلى أن جميع المعاني والمقاصد التي نقلها المترجم، هي مدلول كلام الأصل وأنها مرادة لصاحب الأصل منه.
والتفسير ليس كذلك، بل المفسر تارة يدعي الاطمئنان إذا توفرت لديه أدلته، وتارة لا يدعيه، وذلك عند ما تعوزه تلك الأدلة. ثم هو أحيانا يصرح بالاحتمال ويذكر وجوها محتملة مرجحا بعضها على بعض، وأحيانا يسكت عن التصريح أو عن الترجيح، وقد يبلغ به الأمر أن يعلن عجزه عن فهم كلمة أو جملة ويقول: ربّ الكلام أعلم بمراده، على نحو ما نحفظه للكثير من المفسرين إذا عرضوا لمتشابهات القرآن ولفواتح السور المعروفة.
والدليل على أن الترجمة تتضمن دعوى الاطمئنان إلى ما حوت من معان ومقاصد: أن الناس يحلون الترجمات محل أصولها، ويستغنون بها عن تلك الأصول، بل قد ينسون هذه الأصول جملة.
وهذا لا يمكن أن يقع مثله في التفسير، لأنه بيان لا يمكن أن يقوم مقام المبين، ولا يدعى فيه الاطمئنان إلى أنه واف بجميع أغراضه ومعانيه.

.الفصل الثالث حكم ترجمة القرآن تفصيلا:

.(المعاني الرئيسية لترجمة القرآن:)

وعلى ضوء ما سبق نتبين أن للترجمة أربعة معان رئيسية:
ثلاثة منها ترجع إلى اللغة وحدها، والرابع تشترك فيه اللغة والعرف. ومن المناسب الآن أن نعرف حكم كل من هذه المعاني على حدة:

.1- ترجمة القرآن بمعنى تبليغ ألفاظه:

وهذه جائزة شرعا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بلّغوا عني ولو آية» وقال: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه».

.2- ترجمة القرآن بمعنى تفسيره بلغته العربية:

وحكمها الجواز الشرعي أيضا، لقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]. وقد قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بهذه المهمة خير قيام، حتى اعتبرت السنة النبوية كلها شارحة للقرآن، وتأثر العلماء برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وفسروا القرآن حسب طاقتهم البشرية، حتى أصبحت المكتبات زاخرة بالتفاسير العربية للقرآن الكريم.

.3- ترجمة القرآن بمعنى تفسيره بلغة أجنبية:

أي أن تفسير القرآن بلغة غير لغته العربية، لمن لا يحسن العربية، وهذه جائزة شرعا وتجري في حكمها مجرى التفسير العربي لمن يحسن العربية، فكلاهما جائز؛ لأنه وسيلة لفهم القرآن وبيان لمراد الله سبحانه وتعالى حسب الطاقة البشرية.

.4- ترجمة القرآن بمعنى نقله إلى لغة أخرى:

أي أن يعبر عن معاني ألفاظه العربية ومقاصدها بألفاظ غير عربية مع الوفاء بجميع هذه المعاني والمقاصد، وعرفنا سابقا أنها قد تكون (ترجمة حرفية) أو (ترجمة معنوية).
وهذه الترجمة هي المقصودة من هذا البحث، وهي التي شجر فيها الخلاف واضطربت الآراء. والقول الصحيح والحق منها؛ أنها مستحيلة الوقوع عادة وعقلا، ومحرمة شرعا، وفيما يلي أسباب استحالتها وبيان حرمتها:

.أسباب استحالة الترجمة وبيان حرمتها:

.أ- أما كونها مستحيلة عادة وعقلا:

فالاستدلال على ذلك من طريقين:
1- لأن ترجمة القرآن بهذا المعنى تستلزم المحال، وكل ما يستلزم المحال محال. إذ لابد في تحقيقها من الوفاء بجميع معاني القرآن الأولية والثانوية، وبجميع مقاصده، كما في أسلوب علوم المعاني والبيان المتعددة المرامي، الفسيحة الميدان، والتي هي أساس بلاغته وإعجازه، وكل ذلك مفقود في غير العربية. وما كان لبشر أن يحيط بها فضلا عن أن يحاكيها في كلام له.
2- ولأن ترجمة القرآن بهذا المعنى مثل للقرآن، وكل مثل للقرآن مستحيل، وقد ثبت أن القرآن تحدى أفصح العرب أن يأتوا بمثل أقصر سورة منه، فعجزوا عن المعارضة والمحاكاة، ولا شك أن غير العرب أشد عجزا وبعدا عن ذلك، قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [الإسراء: 88].

.ب- وأما كونها محرمة شرعا فللأمور التالية:

1- إن طلب المستحيل العادي حرام أيا كان الطلب ولو بطريق الدعاء، وأيا كان هذا المستحيل ترجمة أو غير ترجمة، لأنه ضرب من العبث وتضييع للوقت والمجهود في غير فائدة، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195].
2- إن محاولة هذه الترجمة ادعاء لإمكان وجود مثل القرآن... وذلك تكذيب شنيع لقوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ} [الإسراء: 88] إلخ الآية.
3- إن الأمة قد أجمعت على عدم جواز رواية القرآن بالمعنى، ومعلوم أن ترجمة القرآن بهذا المعنى العرفي تساوي روايته بالمعنى، فكلتاهما صيغة مستقلة وافية بجميع معاني الأصل ومقاصده، لا فرق بينهما إلا في القشرة اللفظية. فالرواية بالمعنى لغتها لغة الأصل، وهذه الترجمة لغتها غير لغة الأصل. وإذا كانت رواية القرآن بالمعنى في كلام عربي ممنوعة إجماعا، فهذه الترجمة ممنوعة كذلك قياسا على هذا المجمع عليه، بل أحرى بالمنع للاختلاف بين لغتها ولغة الأصل.
4- إن الناس جميعا مسلمين وغير مسلمين متفقون على أن الأعلام لا يمكن ترجمتها، سواء كانت موضوعة لأشخاص أم لبلاد أم لحيوان أم لكتب ومؤلفات.
والقرآن الكريم علم رباني أراد الله سبحانه ألفاظه دون غيرها، وأساليبه دون سواها؛ لتدل على هدايته، وليؤيد بها رسوله، وليتعبد بتلاوتها عباده.

.حكم القراءة بما يزعم أنه ترجمة:

اتفقت كلمة الفقهاء على منع قراءة ترجمة القرآن بأي لغة كانت إذا كانت هذه القراءة خارج الصلاة، لأن في ذلك إخراجا للقرآن عن إعجازه وبيانه وهديه، وأما القراءة بغير العربية في الصلاة ففيه مذهبان:
الأول:
ما ذهب إليه الشافعية والمالكية والحنابلة، فقد منعوا القراءة بترجمة القرآن في الصلاة، سواء أكان المصلي قادرا على العربية أم عاجزا، وذلك لأن ترجمة القرآن في نظرهم ليست قرآنا، إذ القرآن هو هذا النظم المعجز الذي وصفه الله تعالى بكونه عربيا، وبالترجمة يزول الإعجاز؛ قال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} [فصلت: 44].
الثاني:
ما ذهب إليه أبو يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى: وهو جواز القراءة بالأعجمية عند العجز عن النطق بالعربية، وهو القول المفتى به في المذهب الحنفي.
قال في (معراج الدراية): إنما جوزنا القراءة بترجمة القرآن للعاجز إذا لم يخلّ بالمعنى، لأنه قرآن باعتبار اشتماله على المعنى، فالإتيان به أولى من الترك مطلقا، إذ التكليف بحسب الوسع.
وأما ما روي عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى؛ من صحة القراءة بالفارسية ولو للقادر على العربية، فقد صح رجوعه عنه، والقول الذي يرجع عنه المجتهد لا يعد قولا في المذهب ولا قولا له.

.الفصل الرّابع النتائج الخطيرة المترتبة على الترجمة:

لقد أشرنا في بداية هذا البحث إلى أن الدعوة إلى ترجمة القرآن دعوة مشبوهة ومكيدة استعمارية ظاهرة، وعرضنا فيما سبق بالحجة والدليل استحالة وقوعها عقلا، وحرمتها شرعا، وعدم جواز القراءة بها في الصلاة أو خارجها. ومع ذلك فإن بعض من خدعوا بهذه الدعوة وتحمسوا لها وقع في ذهنهم أن لترجمة القرآن الكريم فائدة هي نشر دعوة الإسلام بين الشعوب غير العربية، ومعارضة ما ينشر في أوربا- من ترجمات مليئة بالأخطاء الفاحشة صدرت عن جهالة أو على عمد- بنقل صحيح لمعاني القرآن الكريم، وردا على هؤلاء المغرر بهم نسوق النتائج الخطيرة المترتبة على الترجمة وهي أخطار ثلاثة:

.1- خطر يحيق بالقرآن الكريم:

أ- إن محاولة ترجمة القرآن، تشجع الناس على انصرافهم عن كتاب ربهم، مكتفين ببدل أو أبدال يزعمونها ترجمات له، وإذا امتد الزمان بهذه الترجمات فسيذهب اسم الترجمة ويبقى اسم القرآن علما عليها. وقد جاء في ملحق لمجلة الأزهر: إن أهالي جاوه المسلمين يقرءون الترجمة الإفرنجية ويقرءونها لأولادهم وهم يعتقدون أن ما يقرءون هو القرآن الصحيح؟.
ب- وعند ما نجيز الترجمة، ويصل الأمر إلى حد استغناء الناس عن القرآن، فإن هذا يعرض الأصل العربي للضياع، كما ضاع الأصل العربي للأناجيل ولم يبق إلا ترجمتها اليونانية أو ترجمة بعضها، مما أدى إلى تحريفها وتبديلها، وهكذا يكون القرآن- لا قدر الله- لو ترجم واعترف بالترجمة واعتبرت قرآنا.

.2- خطر ينزل بالأمة الإسلامية:

أ- إن شعوب الأمة الإسلامية تجتمع حول راية القرآن، فإذا قبلنا بفكرة الترجمة، كان معنى ذلك أن نوجد لكل شعب ترجمة بلسانها، وهذا يؤدي إلى الفرقة بين المسلمين ويضعف الروابط بينهم؛ والله سبحانه يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 130].
ب- إن فتح هذا الباب يوجد في العالم ترجمات كثيرة لا حصر لها، وهي بالتأكيد مختلفة فيما بينها، وينشأ عن هذا الاختلاف في الترجمات خلاف بين المسلمين أشبه باختلاف اليهود والنصارى في التوراة والإنجيل، وهذا الخلاف يصدع بناء المسلمين، ويهيئ لأعدائهم فرصة، ويوقظ بينهم فتنة عمياء.

.3- خطر يحل باللغة العربية:

القرآن الكريم مدّ سلطان اللغة العربية على منطقة من أوسع مناطق الدنيا واخترق بها قارات ثلاثا هي: آسية وإفريقيا وأوربا (الأندلس)، وجعل العربية هي اللغة العالمية المشتركة المنشودة، فكل مسلم يشعر أن العربية لغته لأن القرآن قد نزل بها.
ونحن اليوم عند ما نقبل ترجمة القرآن إلى أي لسان، فإنما نكون قد زدنا المسلمين من غير العرب انصرافا عن اللغة العربية وعلوم القرآن، وقبلنا العزلة لأنفسنا ولغتنا، والله سبحانه وتعالى أراد لنا العزة، وأن تبقى لغة القرآن هي لغة الإسلام والمسلمين في كل الأرض. قال الله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10].

.ترجمة تفسير القرآن تغني عن ترجمته المزعومة:

وإذا كانت أمتنا مسئولة عن تبليغ رسالة القرآن، وتوضيح مقاصده العظيمة وهديه القويم لكل الناس، مهما اختلفت ألسنتهم وتباعدت بلادهم، مع الحرص على صيانة القرآن من أي تحريف أو وهم يتسرب إليه من الترجمة، فإن ذلك يتحقق بتكليف لجنة من العلماء الراسخين في العلم والإيمان؛ ليضعوا تفسيرا للقرآن الكريم باللغة العربية، ويقتصروا فيه على المعنى المفهوم من الآية على وجه التحقيق، ويراعوا في بيانهم لمراد الله تعالى الإيجاز، ثم تتولى طائفة من المترجمين- الموثوقين في إيمانهم وعلمهم- بنقل هذا التفسير بأمانة وبراعة إلى اللغة الأجنبية المطلوبة.
وحتى يكون عملهم مقبولا وخاليا من أية شائبة لابد من توفر الشروط التالية:
1- أن تظهر هذه الترجمة بعنوان (ترجمة تفسير القرآن) أو (تفسير القرآن بلغة كذا...).
2- التنبيه في المقدمة إلى أن هذا تفسير للقرآن وبيان لمراد الله بقدر الطاقة البشرية.
3- إذا كانت الآية تحتمل أكثر من وجه واحد، فيجب أن يشار إلى ذلك في الهامش.
4- أن يبقى كلام الله تعالى مطبوعا باللغة العربية وبالأحرف العربية، وموضوعا ضمن أقواس ظاهرة.
5- أن ينبه إلى أن هذا التفسير ألفته لجنة وترجمته تحت إشراف رئاسة دينية حازمة.
والقيام بهذا العمل له فوائد متعددة منها: أنه يرفع النقاب عن جمال القرآن ومحاسنه لمن لا يتقن العربية من الأعاجم، ويدفع الشبه التي لفقها أعداء الإسلام وألصقوها بالقرآن، ويبرئ ذمتنا أمام الله من واجب تبليغ القرآن بلفظه ومعناه.

.الباب الحادي عشر نصوص تطبيقية ونشاطات تعليمية:

الفصل الأول: نصوص تطبيقية مدروسة:
1- أسباب النزول.
2- القراءات.
3- المحكم والمتشابه.
4- الناسخ والمنسوخ.
5- من قصص القرآن.
6- من أمثال القرآن.
7- من أقسام القرآن.
الفصل الثاني: نشاطات تعليمية:
1- نصوص تطبيقية للدراسة.
2- أسئلة وتطبيقات.

.الفصل الأول نصوص تطبيقية مدروسة:

.أولا- أسباب النزول تحويل القبلة:

.تمهيد:

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس، فكان بمكة يصلّي بين الركنين، فتكون بين يديه الكعبة وهو مستقبل صخرة بيت المقدس، فلما هاجر إلى المدينة تعذّر الجمع بينهما، فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس، واستمرّ الأمر على ذلك بضعة عشر شهرا، وكان صلّى الله عليه وسلّم يكثر الدعاء والابتهال أن يوجّه إلى الكعبة، التي هي قبلة إبراهيم- عليه السلام- فأجيب إلى ذلك، وأمر بالتوجّه إلى البيت العتيق.
قال الله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 142- 144].